في علم الخصوبة وطرق علاج العقم في دولة الإمارات العربية المتحدة
لقد حقّق العلم إنجازات كبيرة في مجال األبحاث الوراثية، وأطفال األنابيب، وعالج العقم،
واإلخصاب.
حيث أصبح من الممكن اآلن التد ّخل لتحديد جنس الجنين والحفاظ على سالمته وحماية المولود من
بعض األمراض الوراثية.
كما أصبح من الممكن نقل وزرع الرحم لتحقيق حلم النساء اللواتي كان يعتقدن أن حدوث الحمل
له ّن أمٌر مستحيل.
كيف حدث هذا التطور؟
هذا ما سنعرفه في مقابلتنا مع د. باسل نوح استشاري اإلخصاب في مركز دبي لإلخصاب التابع
لهيئة الصحة:
متى ظهرت تقنية اإلخصاب بالحقن المجهري )IVF)؟
.
ظهرت هذه التقنية منذ حوالي 35 عاماً
ففي عام 1978ُ ،ولِدت في بريطانيا طفلة األنبوب األولى وهي لويس براون.
حيث نشأت وتزوجت عام 2004 وأنجبت طفلين بطريقة طبيعية.
ما أسباب ظاهرة العقم؟
يمكن أن توجد أسباب العقم عند الرجال والنساء على حّد سواء.
إن األسباب األكثر شيوعاً عند النساء هي اضطرابات التبويض، وانسداد قناة فالوب، واألضرار
التي تلحق بالرحم، وغيرهم.
أو مكت َسباًمثل التهاب الخصيتين، وانسداد المسالك
أما بالنسبة للرجال، فقد يكون العقم خلقّياً
التناسلية أو تأثيرات ما بعد الجراحة، وتو ّرم الخصيتين، وغيرهم.
وقد يؤدي ذلك إلى ضعف الحيوانات المنوية أو عدم وجودها على اإلطالق.
كيف يتم التلقيح الصناعي؟
أصبح التلقيح الصناعي شائعاً، ولكن يت ّم إجراؤه فقط في المراكز المتخ ّصصة المعتمدة من قبل
ال ّسلطات الصحية في جميع البالد.
تبدأ العملية بإعطاء المرأة عالج هرموني لتحفيز نمو الجريب في المبايض لمدة 10-12 يوم.
وعندما تنمو هذه الجريبات، يتم تحفيز اإلباضة عن طريق حقن هرمون HCG.
وفي منتصف العملية، أي بعد حوالي 14 يوماً، يتش ّكل السائل الجريبي الذي يحتوي على
البويضات من خالل عملية بسيطة عبر المهبل وعبر التحكم بالموجات فوق الصوتية.
وفي نفس اليوم، يتم الحصول على السائل المنوي من الزوج بعد معالجته في المختبر.
، عبر وضع البويضات
بطريقتين: أوالً
ثم يتم حفظه في حاضنات وبيئة خاصة ليت ّم التلقيح الحقاً
والحيوانات المنوية في سائل مغذّي حيث يتم اإلخصاب بشكل طبيعي خارج الجسم.
أما الطريقة الثانية فهي تُس َّمى الحقن المجهري.
يتم اختيار حيوان منوي مجهرياًمن عّينة الزوج، ثم يتم حقنها في البويضات.
وفي كلتا الطريقتين، يتم االحتفاظ بالبويضات في وسط مغذّي.
إن هذا الوسط موجود داخل حاضنات خا ّصة بالمختبر بغرض النمو والتكاثر.
تتم هذه العملية بعد اإلخصاب بـ 3-5 أيام.
وفي الخطوة األخيرة: يتم اختيار األجنّة ذات النمو األفضل وإعادتها إلى الرحم من خالل قساطر
خاصة.
.
كما تتوفّر إمكانية تخزين البويضات اإلضافية أو األجنّة الستخدامها الحقاً
أما عدد األجنة التي يتم نقلها إلى رحم األم فهو يعتمد على عمر المرأة ودرجة نمو الجنين.
نحرص على تقليل عدد األجنّة واختيار األفضل بنا ًء على نموه وقدرتنا على الزرع في بطانة
الرحم- وهذا ما يزيد من فرص النجاح.
وفي الوقت نفسه، نحرص أيضاً على خفض معدالت الحمل بتوائم متعددة، وذلك بسبب المشاكل
التي يسببها هذا الحمل لألم والمولود على حّد سواء.
وبعد أسبوعين من إعادة األجنة إلى الرحم، نقوم باختبار الحمل عن طريق تحليل الدم.
إذا كانت نتيجة االختبار إيجابية، فهذا يؤ ّكد حدوث الحمل.
وبعد أسبوعين، يتم تأكيد تطّور الحمل داخل الرحم وعدد األجنّة باستخدام الموجات فوق الصوتية.
إلى أي مستوى وصل َت في مجال الفحوصات الوراثية؟
في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتجنّب بعض األمراض الوراثية العائلية
لقد قطعنا شوطاًكبيراً
الموجودة في منطقة الشرق األوسط والخليج العربي، مثل الثالسيميا أو فقر الدم المنجلي وغيرها.
حيث يحتاج األطفال المصابون إلى عمليات نقل دم متك ّررة )كل أربعة إلى خمسة أسابيع(.
ومع الفريق الطبي المساعد، كانت أول تجربة ناجحة لي على مستوى دولة اإلمارات خالل العام
الماضي.
حيث قمنا بإعادة األجنّة إلى رحم األم بعد إجراء الفحوصات الوراثية وضمان سالمة األجنّة من
مرض الثالسيميا.
يتم فحص األجنة من أجل التطابق النسيجي بينهم وبين أحد األطفال المصابين في األسرة بغرض
استخدام األجنة كطريقة لعالج إخوتهم.
تتم هذه العملية عند نمو الجنين ووالدته بعد تسعة أشهر من الحمل.
يت ّم ذلك عن طريق استخدام الخاليا الجذعية الموجودة في الحبل السري ونقلها إلى الطفل
المصاب.
اء، ازداد نجاح زراعة الخاليا الجذعية
وكلما زادت نسبة التطابق النسيجي بين األجنّة واألشقّ
للطفل المصاب وانخفض معدل اإلصابة بالمرض.
ما هو العالج المتوفّر لألطفال المصابين بالثالسيميا بمساعدة طب اإلخصاب؟ وكيف يعمل؟
إذا كان في األسرة طفل مصاب بالثالسيميا ويتم نقل الدم إليه كل أربعة أسابيع لمدة عامين،
وترغب األسرة بإنهاء هذه المعاناة، فإننا نجري عملية التلقيح الصناعي لهذه العائالت.
يتم تخصيب البويضات في المختبر والحصول على األجنّة.
.
وفي اليوم الثالث من اإلخصاب، يتكّون الجنين من 6-8 خاليا ويتم أخذ خلية منها وفحصها وراثياً
يتم إجراء هذا الفحص للتأكد من أن الخاليا هي دم طبيعي، أو ثالسيميا صغرى، أو ثالسيميا
كبرى.
ثم يت ّم اختبار التوافق النسيجي مع الطفل المصاب في األسرة.
وفي حالة المطابقة، يتم نقل هذا الجنين إلى رحم األم.
وإذا حدث الحمل، تتم متابعته لمدة تسعة أشهر.
وأثناء الوالدة، يتم الحصول على دم الحبل السري الغني بالخاليا الجذعية وتجميد هذه الخاليا في
بنك مخ ّصص.
لعالج الطفل المصاب في األسرة أو أي طفل تتطابق مجموعة
يتم استخدام هذه الخاليا الحقاً
أنسجته.
العديد من األبحاث والدراسات لعالج الكثير من األمراض باستخدام الخاليا الجذعية،
تُجرى حالياً
مثل مرض السكري وسرطان الدم وغيرهم.
ما هي أغرب حالة رأيَتها خالل مسيرتك المهنية عند عالج النساء المصابات بالعقم؟
لت بالنجاح األسبوع الماضي حيث كانت المرأة
يوجد حاالت كثيرة في الواقع، لكن هناك حالة تكلّ
ترغب بالحمل ألكثر من 16
عاما دون أن تيأس. ً
،ً .
وأخيرا استجاب هللا لدعائها ونجحنا في عالجها رغم أنها تجاوزت 41 عاماً
وهنا تجدر اإلشارة إلى أن أفضل سن لإلنجاب هو 20-30 سنة، حيث تكون قدرة البويضات على
حدوث الحمل أعلى.
تقليل نسبة االضطرابات الوراثية المرتبطة بعمر المرأة مثل متالزمة داون.
ويتم أيضاً
إن هذه السيدة اآلن حامل بتوءم. نتمنى أن يستمر حملها حتى النهاية لتتن ّعم بشعور األمومة.
بعد نجاحك في تحديد جنس المولود، إلى أين توصلت بما يخ ّص تقييم الجنين؟
تطورت الفحوصات الوراثية إلى حد كبير.
لتحقيق التوازن بين نسبة الذكور
حيث أننا ال نقوم بذلك لتحديد جنس الطفل فحسب، بل وأيضاً
واإلناث في األسرة.
حيث أن بعض النساء يرغبن بمولودة ألن أطفاله ّن جميعهم ذكور أو العكس.
نقوم بإجراء الفحص الشامل لكروموسومات األجنّة للتأ ّكد من عدم وجود أي شذوذ في عدد
الكروموسومات.
تحتوي كل خلية سوّية في الجنين بشكل طبيعي على 23
زوجا من الكروموسومات. ً
وتحدث متالزمة داون بسبب االنقسام غير الطبيعي في الخاليا مما يؤدي إلى وجود نسخة إضافية
من الكروموسوم 21.
ومع ذلك، إذا كان الجنين يفتقد زوجاًمن الكروموسومات، فسيؤدي ذلك إلى إصابة المولود
بأمراض وحدوث مشاكل في نمّوه ووظائف أجهزة جسمه.
وكما ذكرنا سابقاً، عندما يحمل الوالدان أحد األمراض الوراثية مثل أمراض الدم )فقر الدم(، فهناك
نسبة 25 ٪إلصابة األطفال بالمرض.
به، فإن نسبة اإلصابة عند األطفال تبلغ 50 .٪أما إذا كان أحد الوالدين
له واآلخر مصاباً
حامالً
يتم تحديد الجينات المسببة للمرض في الوالدين ثم فحص األجنّة واستبعاد المصابة منها.
ثقيالً على
وهذا بدوره يقلل من عدد األطفال ذوي القابلية لإلصابة للمرض، وبذلك نخفف عبئاً
األسرة والدولة.