أعراض تجميد البويضات
لا تُعتَبر عملية تجميد البويضات إنجازاً حديثاً، حيث أنها بدأت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.
إعالمياً عندما اقترحت شركات كبرى مثل آبل
وقبل ثالث سنوات، أثارت ظاهرة حفظ البويضات جدالً
وجوجل وفيس بوك على موظفاتها هذه الخدمة وقامت بتح ّمل التكاليف وذلك بغرض تكريسه ّن لحياته ّن
المهنية وتخليصه ّن من هوسه ّن بالساعة البيولوجية واإلنجاب في سن متأخر.
ولكن ما هي األسباب التي تدفع المرأة إلى التفكير في تجميد البويضات؟
في عالج العديد من األمراض الخبيثة، مّما زاد من معدل
شهدت السنوات الماضية تطوراً طبياًملحوظاً
الشفاء والبقاء على قيد الحياة.
إن هذا التطّور يمنح المرأة فرصة إنجاب األطفال في وقت الحق.
وقد يؤدي هذا النوع من عالج األمراض إلى توقف المبيضان عن أداء وظيفتهما، ولكن من الممكن اآلن
اللجوء إلى تجميد البويضات قبل البدء في أخذ هذا العالج، وذلك للحفاظ على الخصوبة.
أمراض المناعة الذاتية ومتالزمات الكروموسومات مثل الكروموسوم إكس الهش، والتي
وهناك أيضاً
تزيدان من خطر االنقطاع المبكر للطمث.
وفي كلتا الحالتين، يمكن تجميد البويضات بالتبريد للحفاظ على الخصوبة.
للنساء اللواتي يرغبن في تأخير اإلنجاب لتكريس أنفسه ّن لبناء
قد يكون تجميد البويضات حالً مناسباً
حياته ّن المهنية أو في حاالت الزواج المتأخر.
ومن الناحية التقنية، يتم في البداية تحفيز المبايض إلنتاج عدد كا ٍف من البويضات، والتي يتم الحصول
عليها من خالل إجراء بسيط تحت التخدير الموضعي أو العام. حيث يتم سحب البويضات من خالل
المهبل.
إن هذه العملية هي إجراء سهل وروتيني وال يسبب عادًة أي ألم.
وبعد الحصول على البويضات، يتم تجهيزها في معمل األجنّة، حيث يتم تجفيفها من الماء ثم إضافتها إلى
مضاد التجمد الخلوي )لمنع تش ّكل الجليد وتك ّسر غشاء الخلية(.
ويتم االحتفاظ بها عند 196 °تحت الصفر في النيتروجين السائل.
.
وأثبتت عدة دراسات أن العامل الجيني ال يتأثّر بتقنية التجميد نهائياً
بعدة أمور، وأه ّمها
ال يوجد عدد محدد من البويضات لضمان نجاح الحمل، حيث أن نسبة الحمل مرتبطةٌ
عمر المرأة أثناء الحصول على البويضات وتجميدها، حيث أن العمر المثالي هو إلى 35 سنة.
.
وباإلضافة إلى العمر، فإن جودة البويضات وعددها مهّمان أيضاً، وأعتقد أن الرقم 20ُ يعتَبر جيداً
لالعتقاد السائد، فهذا األمر غير مضمون.
أما بما يخ ّص ضمان نجاح العملية، وخالفاً
وبهذه الطريقة تُمَنح المرأة، في ظروف معينة، فرصة حدوث الحمل.
أظهرت الدراسات أنه يمكن االحتفاظ بالبويضات مج ّمدة ألكثر من عشر سنوات إذا تم ذلك في ظروف
مثالية.
وفي الختام، أود أن أشير إلى أن تطور الحياة، وزيادة تسارعها، وتع ّزز مشاركة المرأة والرجل في الحياة
العملية، واالهتمام المتزايد لدى العديد من النساء ببناء مستقبل مهن ّي له ّن- كل هذا من شأنه أن يزيد من
معدل إجراء هذه العملية في المستقبل.
وكما ذكرت سابقاً، فإن زيادة معدل الشفاء والبقاء على قيد الحياة بعد اإلصابة ببعض األمراض الخبيثة
يمنح المرأة فرصة إنجاب طفل بعد الشفاء.
في هذا المجال.
وهنا أؤ ّكد على ضرورة زيادة وعي المجتمعات بالتطورات الطبية وخاصةً
وفي الواقع، إن هذا األمر سيفرض على هذه المجتمعات االنسجام مع هذه التطورات تلقائياً، ما لم تتعارض
مع الشريعة واألخالق.